أزمة محمد صلاح وليفربول: هل يقترب الرحيل إلى الدوري السعودي؟
المقدمة: زلزال في الأنفيلد وهدوء في القاهرة
لم تكن مجرد مقابلة صحفية، بل كانت "زلزالاً" ضرب ضفتي نهر الميرسي ونهر النيل في آن واحد. بعد تصريحات محمد صلاح النارية التي أكد فيها أن نادي ليفربول "ألقى به تحت الحافلة"، اشتعلت الأجواء في إنجلترا وانفجرت موجة من الدعم والتعاطف في القاهرة. وبينما تلوح في الأفق نهاية حقبة تاريخية، يبقى السؤال: هل نعيش اللحظات الأخيرة لـ "أبو مكة" في قلعة الأنفيلد؟ وهل سيكون الدوري السعودي هو الفصل القادم في مسيرة الهرم الرابع؟
1. "الهرم الرابع".. لماذا يعتبر المصريون صلاح خطاً أحمر؟
في مصر، محمد صلاح ليس مجرد لاعب كرة قدم ناجح، بل هو رمز وطني يُلقب بـ "الهرم الرابع". وبينما وصف أساطير ليفربول، مثل جيمي كاراغر، تصريحات صلاح بـ "المخزية"، يرى الشارع المصري أن استبعاد صلاح من التشكيلة الأساسية على يد المدرب أرني سلوت هو "إهانة متعمدة" لابنهم البار. بالنسبة لجمهور القاهرة الذي منح صلاح سابقاً مليون صوت في الانتخابات الرئاسية، فإن دعم "مو" هو واجب قومي، ورؤيته يعاني في ليفربول دفعت الكثيرين للوقوف ضد ناديهم المفضل دعماً لابنهم.
2. بلغة الأرقام.. لماذا يخشى ليفربول رحيل "ماكينة الأهداف"؟
الأرقام لا تكذب، وهي توضح حجم الفجوة التي سيتركها صلاح في حال رحيله، وهذا ما يجعل الإدارة في موقف لا تحسد عليه:
المساهمات التهديفية: منذ انضمامه في 2017، ساهم صلاح في أكثر من 300 هدف (تسجيلاً وصناعة).
نادي الـ 200: كسر صلاح حاجز الـ 200 هدف بقميص الريدز، ليدخل قائمة الستة الكبار في تاريخ هدافي ليفربول عبر العصور.
الاستمرارية التاريخية: هو اللاعب الوحيد في تاريخ النادي الذي سجل 20 هدفاً أو أكثر في جميع المسابقات لسبعة مواسم متتالية.
القيمة التسويقية: رغم بلوغه سن الـ 33، لا يزال صلاح العلامة التجارية الأقوى للنادي عالمياً، وعقده البالغ 400 ألف إسترليني أسبوعياً يعكس قيمته كواحد من أفضل لاعبي العالم.
3. ليفربول وصلاح.. هل اقترب الرحيل إلى الدوري السعودي؟
مع عقد ينتهي في عام 2027، تشير كل المعطيات إلى أن الصيف القادم قد يشهد نهاية الرحلة الأسطورية. الاهتمام السعودي المتزايد ليس مجرد شائعات، بل هو واقع يفرض نفسه، خاصة وأن كلا الطرفين قد يجدان في عرض الصيف مخرجاً مثالياً يرضي الطموحات المالية والرياضية. صلاح لا يزال يرى نفسه قادراً على العطاء في أعلى المستويات، لكن الأجواء الحالية داخل ليفربول قد تعجل بالوداع.
4. حلم "الكان" الضائع.. ضغوط ليفربول لن توقف طموح الفراعنة
رغم كل الإنجازات التي حققها مع "الريدز"، يظل هناك هدف واحد لم يتحقق بعد: كأس أمم أفريقيا. يسير صلاح على خطى مثله الأعلى محمد أبو تريكة، لكنه يفتقد اللقب القاري الذي خسره في نهائيين سابقين (2017 و2021). اليوم، يدخل صلاح معسكر المنتخب بقيادة حسام حسن بدوافع مضاعفة؛ لإثبات أنه لا يزال الأفضل، ولإهداء الشعب المصري لقباً طال انتظاره منذ عام 2010.
الخلاصة: إرث لا يمكن محوه
سواء استمر صلاح في ليفربول أو قرر خوض تجربة جديدة، فإن ما حققه "الملك المصري" سيبقى محفوراً في تاريخ كرة القدم العالمية. إن "الروح القتالية" التي يظهرها صلاح اليوم في مواجهة منتقديه هي نفس الروح التي جعلته يتسلق قمة المجد من قرية بسيطة في الغربية إلى عرش الكرة الإنجليزية.