إسبانيا والأرجنتين ضد السعودية وقطر .. وملحمة عربية تُكتب خلف "الـفيناليسيما"
في مارس 2026، ستتلاقى قوتان كرويتان عالميتان على أرض عربية، حين يلتقي **منتخبا إسبانيا بطل يورو 2024** و**الأرجنتين بطل كوبا أمريكا 2024** في **مباراة "الـفيناليسيما"**، الحدث الذي يعكس قمة التنافس بين أبطال أوروبا وأمريكا الجنوبية. ولكن ما يلفت الانتباه هذه المرة ليس فقط المباراة الرسمية، بل **السيناريو العربي الموازي** الذي يُحاك بخيوط ذهبية بين **الدوحة والرياض**، حيث تسعى كل من **قطر والسعودية** لاستغلال الفرصة لخوض مواجهتين تاريخيتين ضد عملاقَي الكرة العالمية.
---
ما هي "الـفيناليسيما"؟
"فيناليسيما" (Finalissima) تعني "النهائي العظيم" باللغة الإيطالية، وهي مباراة تقام كل أربع سنوات بين **الفائز ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو)** و**بطل كوبا أمريكا**.
أُحييت البطولة مجددًا في 2022 بعد اتفاق استراتيجي بين **الاتحاد الأوروبي (يويفا)** و**اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول)**، وحقّق حينها منتخب **الأرجنتين** أول انتصار في العصر الحديث، بعد فوزه (3–0) على إيطاليا بطلة يورو 2020.
أما في نسختها القادمة 2026، فستجمع بين **ليونيل ميسي ورفاقه** من الأرجنتين، و**جيل جديد من نجوم إسبانيا**، أبطال القارة العجوز في نسخة 2024.
---
قطر.. المرشحة الأقوى لاحتضان الحدث العالمي
تشير التقارير الصحفية، وعلى رأسها صحيفة **"آس" الإسبانية**، إلى أن العاصمة القطرية **الدوحة** هي الأقرب لاستضافة مباراة "الـفيناليسيما" في **27 مارس 2026**، مستفيدة من بنيتها التحتية المتطورة التي بُنيت خصيصًا لكأس العالم 2022، ومن خبرتها في تنظيم الأحداث الكبرى.
ولكن الملفت أن الدوحة لا تكتفي باستضافة المباراة الرسمية، بل تطمح إلى **مباراة ودية ثانية بين منتخبي الأرجنتين وقطر**، في إطار سعيها المستمر لرفع مستوى منتخبها الوطني من خلال الاحتكاك بأقوى الفرق العالمية.
---
السعودية تدخل السباق بقوة
من جانبه، لا يقلّ الحماس في **الرياض**، حيث يبحث الاتحاد السعودي عن فرصة ذهبية لمواجهة أحد العملاقين—**إسبانيا أو الأرجنتين**—في مباراة ودية تُقام مباشرة بعد "الـفيناليسيما".
ويعزز الطموح السعودي حقيقة أن "الأخضر" سيشارك في **كأس العالم 2026**، ويسعى للتحضير الأمثل. كما أن **الخسارة الثقيلة أمام الجزائر (0–2)** في نوفمبر 2025 أثارت موجة انتقادات واسعة، وسط مطالبات بإقالة المدرب **هيرفي رينارد**، ما يجعل الحاجة إلى نتائج إيجابية أمام فرق كبرى أكثر إلحاحًا.
وستكون مباراة ضد إسبانيا أو الأرجنتين فرصة لا تعوّض للجهاز الفني لاختبار خططه، ورفع معنويات اللاعبين، وجذب دعم الجماهير قبل انطلاق **كأس العرب 2025** في ديسمبر.
---
كأس العرب 2025: محطة تصحيح حاسمة للسعودية
تنطلق **كأس العرب في قطر من 1 إلى 18 ديسمبر 2025** بمشاركة 16 منتخباً، بينها السعودية التي وقعت في **المجموعة الثانية** إلى جانب المغرب (حامل اللقب)، والفائز من مواجهتي **عُمان vs الصومال** و**جزر القمر vs اليمن**.
وقد أكد الاتحاد السعودي أن المنتخب سيخوض البطولة بقوامه **الأساسي**، وليس بالبدلاء أو الشباب، مما يعكس رؤية واضحة: **استغلال كأس العرب كمرحلة تجريبية حقيقية قبل المونديال**.
هيرفي رينارد، من جهته، يراهن على هذا المحفل لمعالجة الأخطاء التي ظهرت في معسكر جدة—خاصة الغياب التكتيكي وضعف الروح القتالية—وإعادة بناء الثقة داخل الفريق وخارج الملعب.
---
### لماذا يُكتب للفيناليسيما أن تُختم بختم عربي؟
رغم أن "الـفيناليسيما" بطولة بين قارتين لا توجد فيهما أي دولة عربية، فإن **الواقع الجيوسياسي والرياضي الحديث** حوّل المنطقة العربية إلى مركز جذب لأكبر الأحداث الكروية.
فـ**قطر** أثبتت قدرتها الاستثنائية في التنظيم، بينما **السعودية** تقود مشروعًا رياضيًا طموحًا لا يعرف حدودًا، من استحواذ الأندية إلى استضافة النجوم والبطولات الكبرى.
ومن وجهة نظر اقتصادية وتسويقية، فإن استضافة مباريات تضم منتخبات مثل إسبانيا والأرجنتين في الشرق الأوسط يُحقّق فوائد هائلة للاتحادات الأربعة المعنية: **يويفا، كونميبول، والاتحادين الإسباني والأرجنتيني**، من خلال **الرعاية العالمية**، **الإيرادات التلفزيونية**، و**الوصول إلى جماهير جديدة**.
---
خاتمة: فرصة لن تتكرر
ما يجري الآن ليس مجرد ترتيب لمباريات ودية، بل **إعادة تشكيل خريطة كرة القدم العالمية**، حيث تنتقل مراكز القوة من الغرب إلى الشرق.
فبينما ينشغل عمالقة أوروبا وأمريكا الجنوبية بتحضيراتهم لكأس العالم، تجد قطر والسعودية في "الـفيناليسيما 2026" **فرصة تاريخية** لرفع اسمهما كوجهتين رياضيتين استراتيجيتين، ودفع منتخبيهما خطوات أبعد نحو المنافسة العالمية.
ومع اقتراب كأس العرب 2025، تبدأ ساعة العد التنازلي لاختبار حقيقي: هل ستنجح السعودية في الخروج من أزمتها النفسية والفنية؟ وهل ستُحقّق قطر طموحها في بناء منتخب قوي عبر المواجهات الاستثنائية؟
الإجابة قد تُكتب على ملاعب الدوحة في ديسمبر… ثم مجددًا في مارس 2026، حين يُعلن العالم: **"الـفيناليسيما" خُتمت… بحبر عربي**.
---
**المصدر الرئيسي**:
- صحيفة "آس" الإسبانية
- تقارير رياضية من نوفمبر–ديسمبر 2025
- بيانات الاتحاد السعودي لكرة القدم
- تصريحات رسمية من اتحادي يويفا وكونميبول