خالد الحربان الصوت الذهبي الذي غزّى قلوب العرب


أسطورة التعليق الذي حوّل المباريات إلى ملاحم خالدة


عندما تُذكر **اللحظات التاريخية للكرة الخليجية**، يتردد فوراً ذلك الصوت الشجي المليء بالحماس والعفوية، صوت الرجل الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من **الذاكرة الجماعية للأمة العربية**، صوت **شيخ المعلقين** خالد الحربان.


من يتيم الطفولة إلى أيقونة الإعلام الرياضي


وُلد **خالد الحربان** في 3 ديسمبر 1944 في منطقة شرق بالكويت، ونشأ يتيماً احتضنته جدته، لكن إرادته الصلبة قادته ليشق طريقاً استثنائياً. تخرّج في **جامعة حلوان** بمصر متخصصاً في **التربية البدنية**، ليعود ويُدرس في مدارس الكويت سنوات طويلة، قبل أن ينطلق بصوته الفريد ليصبح **أسطورة التعليق الرياضي العربي**.


 العبارة التي كتبت التاريخ: "كوريا تروح كوريا والكويت تروح إسبانيا"


ارتبط اسم الحربان بأعظم **إنجاز كروي كويتي وعربي**، عندما علّق على تأهل المنتخب الكويتي إلى **كأس العالم 1982** بإسبانيا. عبارته الخالدة لم تكن مجرد تعليق، بل كانت **صرخة فرحة** عبرت عن أحلام أمة بأكملها، لتصبح شعاراً يُحفظ في ذاكرة الأجيال.


 مدرسة فريدة في فن التعليق


تميّز الحربان بأسلوب فريد جمع بين:

- **العفوية** و**العمق الوصفي**

- **المفردات الشعبية الكويتية** الأصيلة

- **الحماسة المتوازنة** التي تخاطب جميع الأعمار

- **الإبداع في إطلاق الألقاب** التي التصقت بالنجوم


لقد نجح في تحقيق هدفه بأن يصل صوته إلى **"الشايب والعجوز والطفل"**، جاعلاً من المباراة حدثاً عائلياً ينتظره الجميع.


 رحلة أربعة عقود من العطاء


من **بداياته الهاوية** في الستينيات حيث كان يسجل تعليقاته على أشرطة، إلى **صوته الذي ملأ الملاعب** عبر أثير الراديو وشاشات التلفزيون، امتدت رحلة الحربان لأكثر من **أربعين عاماً**، شهد خلالها:

- **التعليق على أول مباراة دولية** في كأس الخليج الأولى

- **تغطية العصر الذهبي للكرة الكويتية**

- **تقديم برامج تربوية ورياضية** مؤثراً

- **شغل مناصب إدارية رفيعة** في اتحادات الكرة واليد


الإرث الخالد: أكثر من مجرد معلق


خالد الحربان لم يكن مجرد **معلق رياضي**، بل كان:

- **مربياً** يؤمن بالرسالة التعليمية

- **مؤرخاً صوتياً** لواحدة من أزهى فترات الكرة العربية

- **رمزاً للعطاء** والإصرار رغم التحديات

- **مدرسة إعلامية** تتلمذ على يديه أجيال


 التكريم الذي يستحقه أسطورة


تقديراً لعطائه، خصص **الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي** جائزة سنوية تحمل اسمه لأفضل معلق رياضي، كما تم تكريمه في أهم **المحافل الرياضية العربية**، تأكيداً على مكانته كـ **"كروان التعليق الرياضي"** الذي تجاوز صوته الحدود الجغرافية.


 خاتمة: الصوت الذي لا يغيب


اليوم، وبينما تتطور تقنيات البث وتعجّ الشاشات بالوجوه الجديدة، يبقى **صوت خالد الحربان** خالداً في وجدان الملايين، شاهدا على **زمن من الأمجاد**، ومذكراً بأن **الإعلام الحقيقي** هو ذلك الذي يلامس القلب، ويصنع الذكريات، ويظل محفوراً **"بأحرف من ذهب"** في سجل التاريخ الرياضي العربي.


**خالد الحربان - ليس مجرد صوت، بل هو وطن من المشاعر، وتاريخ يُروى بحماسة، وتراث إعلامي يفتخر به العرب أجمعون.**

كورة جول نت

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url