جاسم يعقوب المرعب الذي حفر اسمه في ذهب التاريخ الكروي العربي


 أسطورة الـ 18 هدفاً: هداف خالد يتحدى الزمن


بعد **نصف قرن من المنافسة**، وبينما تتجدد أجيال اللاعبين وتتغير الأرقام القياسية، يظل رقم واحد **صامداً كالجبل** في سجلات **بطولة كأس الخليج**: **18 هدفاً**. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو إرث أسطورة كويتية اسمها **جاسم يعقوب**، المهاجم الذي لقبه شيخ المعلقين **خالد الحربان** بـ **"المرعب"**، فبات اللقب جزءاً من هويته الكروية الخالدة.


 من ملاعب الطائرة إلى عرش هدافي الخليج


وُلدت **الجوهرة الكويتية** في 25 أكتوبر 1953، وبدأت مسيرته بلعبة **الكرة الطائرة** في نادي القادسية، لكن قدرته الكروية الفطرية سرعان ما قادته إلى **ملاعب كرة القدم** عام 1967. بتدرج سريع كـ **"برق"**، وصل إلى الفريق الأول عام 1970، لتبدأ رحلته في نسج **أحد أعظم السير الذاتية في الكرة الخليجية**.


 سلطان البصارة: صائد الأهداف الذي أرعب المنافسين


لم يكن جاسم يعقوب مجرد هداف، بل كان **"سلطان البصارة"** (التسديد)، حيث امتلك قدرة فائقة على إنهاء الهجمات. شكّل مع زملائه **الجيل الذهبي** للمنتخب الكويتي، الجيل الذي حقق **إنجازات تاريخية** لا تُنسى، أبرزها:

- **التأهل الأسطوري لكأس العالم 1982** في إسبانيا، المحطة التي جسدت ذروة أمجاد الكرة الكويتية.

- **الفوز بلقب كأس آسيا 1980** على أرض الكويت، حيث كان يعقوب عنصراً حاسماً في شباك ماليزيا وقطر وإيران.

- **التتويج بـ 3 ألقاب متتالية لكأس الخليج** (1972، 1974، 1976).


إحصائيات خالدة: سجل لا يُقهر


برصيده **18 هدفاً**، لا يزال يعقوب **الهداف التاريخي** لكأس الخليج، متقدماً على عمالقة مثل العراقي **حسين سعيد** والسعودي **ماجد عبد الله** (17 هدفاً لكل منهما). وهو إنجاز يتحدث عن **ثبات وقدرة تسجيلية نادرة**.

- **توج هدافاً للخليج مرتين**: 1974 (6 أهداف) و 1976 (9 أهداف).

- **هداف الدوري الكويتي 5 مرات**.

- **هداف كأس الأمير 4 مرات**.


 العلاقة الوطيدة مع "شيخ المعلقين"


ارتبط اسم جاسم يعقوب ارتباطاً وثيقاً بصوت العصر الذهبي، **خالد الحربان**. فلم تكن ألقاب مثل **"المرعب"** و**"الجوهرة"** مجرد كلمات، بل كانت **وسام شرف** يمنحه صوت ملهم لأسطورة ملهمة، مما عمق من مكانة يعقوب في **الوجدان الجماعي** للجماهير العربية.


إرث يتجاوز الميداليات والألقاب


يعتبر **كأس الخليج** أكثر من مجرد بطولة رياضية؛ فهو **رمز للتكاتف** و**مناسبة تجمع بين الرياضة والترابط الاجتماعي والثقافي** بين الأشقاء. وكان لنجوم مثل جاسم يعقوب دور محوري في **صياغة هذا الإرث**، حيث كانت البطولة **نافذة ظهور** للنجوم الخليجيين على المستويين الإقليمي والعالمي.


 نهاية مسيرة ونهاية عصر


لاحقت **لعنة الإصابات** أسطورة القادسية والمنتخب، لتضع إصابة بليغة حزينة نهايةً لـ **مسيرة زاخرة بالنجاحات** في 25 مارس 1985. لكن رحيله عن الملاعب لم يكن نهاية لذكره، فإنجازاته ظلت **درعاً واقياً لسجله**، وبقيت صور أهدافه الخالدة محفورة في **ذاكرة الأمة الكروية**.


 الخلاصة: أسطورة لا تتكرر


**جاسم يعقوب** كان أكثر من مجرد لاعب كرة قدم؛ كان **ظاهرة تسجيلية** و**رمزاً للعصر الذهبي** للكرة الكويتية والخليجية. مسيرته تثبت أن **الأرقام الحقيقية لا تبلى**، وأن **العظمة الحقيقية** تكمن في القدرة على صناعة إرث **يصمد أمام اختبار الزمن**. بعد حوالي خمسين عاماً، لا يزال اسم **"المرعب"** يتردد كأعلى **قيمة تسجيلية في تاريخ كأس الخليج**، شاهداً على حقبة من **الأصالة والإبداع والتفوق الكروي الخالص**.

كورة جول نت

Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url